مظلومية الفيليين عشائرياً

2020-11-13
483

العراق الحر نيوز /متابعة وتقديم /علي الزامي

كثيرا ما يتطرق المهتمون بقضية المكونات في العراق عن اهمية تطبيق مبدأ المساوات بين مكونات الشعب العراقي وضرورة رفع المظلومية عن الاقليات والمطالبة بحقوقهم لكن الكثيرن لم ويبحروا في اعماق تلك الاقليات والدخول في تفاصيل كل اقلية ولو اخذنا الكرد الفيليين وهم اقلية في العراق فنجدهم كطيف عراقي يتكون من عدة عشائر  وهذا ما لم يعرفه الكثيرون..
كان لنا عدة لقاءات مع عدد من وجهاء ومثقفي الكرد الفيليين في واسط للخوض في هذا الموضوع..
ذكر لنا الاكاديمي محمد تقي جون بصفته مواطن فيلي ومؤلف لكتاب قصة الفيليين العراقيين انه، من الصعوبة حصر العشائر الفيلية كلها لكثرتها وصعوبة ضبطها  لكننا سنتحدث عن الكثرة الكاثرة منها والموجودة في العراق حيث تتفرع الدوحة الفيلية الى اربعة فروع رئيسية وهي (لر، لك ، كلهر ، كوران ) ومنها تتولد القبائل الفيلية ويسرد تقي جون ان القبائل الفيلية الكبيرة سبع قبائل هي ( قبيلة كردلي وقبيلة ملكشاهي و قبيلة شوهان وقبيلة عليشيران وقبيلة هيني ميي وقبيلة خزل وقبيلة دوسان  وكل قبيلة تضم بين طياتها العديد من العشائر الصغيرة او ماتسمى بالافخاذ . هذه العشائر  وبالرغم من وجود علاقات واسعة ومصاهرة مع القبائل العربيه لكنها تختلف ببعض السنن العشائرية والعادات والتقاليد حيث يقول الشيخ حسين جاني شيخ عشيرة الملكشاهي ان للقبائل الفيلية سنائن عشائرية خاصة بالفصل في النزاعات التي تحصل بين العشائر الكردية الفيلية خاصة رغم وجود تحالف حصل بين أجدادنا وبين امارة ربيعة قبل أكثر من 200 سنة وعلى أساسه اتفق الطرفان على أن يتم العمل بسنينة ربيعة في الفصل في النزاعات التي تحصل بين العشائر الفيلية والعربية ويشير الشيخ جاني ان قضية الهدنة او ماتسمى شعبيا ب” العطوة ” عند الفيليين تؤخذ من قبل الخوال بعكس العشائر العربية التي يكون فيها العمام هم اصحاب القضية، اما بخصوص التعامل مع الكرد الفيليين الذين اندمجوا مع العشائر العربية يتم التعامل معهم على اعتبارهم عربا ويتم الفصل معهم استنادا إلى السنائن العربية ويشير الشيخ جاني الى وجود جهود حثيثة تبذل من قبل شيوخ العشائر  لجمع شمل العشائر الكردية الفيلية وتوحيد خطابهم في واسط وغيرها من المحافظات لغرض إعادة تشكيل الإمارة الكردية الفيلية أسوة بإمارة ربيعة وامارة زبيد وشمر العربية الأصيلة .
المواطن الفيلي عبد المناف هدايت يتحدث عن موضوع القبائل الفيلية وفي قلبه غصة تجاه هذا الموضوع حيث يقول ان من بين الظلم الذي وقع على الفيليين هو حرمان العديد منابنائم من الخوض في قضية قبائلهم في الازمنة الدكتاتورية البائدة ما ساهم في ضياع هويتهم بعد قيام العديد منهم بتحويل القابهم الى القاب اخرى وبالتالي الكثير من الشباب الفيليين لم يطلعوا على تراث قبائلهم خصوصا وان بطاقاتهم الشخصية لاتزال تحمل القابا غير فيلية ودعا هدايت الجهات المعنية في الدولة العراقية باصدار قرارات وقوانين تتيح للمواطن الفيلي تصحيح لقبه بيسر وسهولة بعيدا عن التعقيد والروتيين المتبع.
كانت وستبقى القبائل الكردية الفيلية هي احدى ركائر المجتمع  العراقي التي تعايشت وتكونت بين الاوساط العراقية وامتزجت دماءهم معا وسكنوا وتعا يشوا  وسعوا لادامة الامور الاخرى لاسيما وانه قد  تعرضوا الى الكثير من عمليات  التهجير والاذى والحرمان ابان الفترات السابقة فكان صوتهم يدوي لاجل انصافهم ودمجهم مع المجتمع.

انتهى

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان