المرجع الديني الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله): قمة مكة قمة في الحقارة والنذالة لتدنيس المقدسات واعلان الحرب على الاسلام والتقرّب من الكيان الصهيوني الغاصب

2019-05-31
288

العراق الحر نيوز- رحيم العتابي

حذّر المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 26 شهر رمضان المبارك 1440هـ الموافق لـ 31 أيار 2019م، من ظاهرة خطيرة جداً وهي العزف على التعددية ونسيان الأصول المشتركة، مؤكداً ان العراق واحد بكل أطيافه وأديانه وابناءه، ومؤكداً على ضرورة العودة إلى المنابع الاساسية في الاديان السماوية والتي هي جديرة بأن تجمع الروافد على الطريق الصحيح، ولا ينبغي ان نفسح المجال لمن لا يريد بنا خيراً، ممن ليس له دين او معتقد سواءً من الغازي المحتل أو الارهابي الذي يتستر بالدين والمذهب او القومية لإجراء مآربه.

وأضاف: علينا ان نتحدث ونتحاور ونتباحث فيما بيننا عن الهم العراقي أولاً، وأن نعي بأننا في العراق ينبغي ان نكون أمة واحدة سليمة، وان يكون القرار عراقياً وسيادياً، فلا شيء أضر على الامة من ان لا يكون قرارها بيدها، وان تكون سيادتها منقوصة، والعراق الآن في ظل القوى الاجنبية الموجودة في العراق منقوص السيادة على اتخاذ القرار الذي يريده، وهذا نتيجة عدم وجود السيادة الكاملة للقرار العراقي.

ودعا سماحته الشعب العراقي للعمل على استعادة قراره السياسي حتى يكون هو الذي يقرر ما يريده في سبيل مصلحته وان يكون بذلك رافداً خيراً للمنطقة كلها وللعالم كله، وهذا لا يكون إلا باجتماع رؤساء الاديان من مراجع وعلماء وقادة سياسيين واعين، لكي تقوي كلمة الوحدة بيننا، أما إذا تفرقت الرموز ولم يتزاوروا ولم يتفاهموا، فإن الشارع من باب أولى سيكون مرتعا للخصومات والاحتقانات التي يديرها واقعا من يريد ان يستثمر هذا لمصلحته وليس لمصلحة جمع الكلمة، فالعراق أولى بالاعتماد على نفسه، وان الاعتماد على أية قوة اجنبية هي لست في مصلحتنا.

وقال: لنا في تاريخنا في العراق وفي مدرستنا مدرسة الإمام الخالصي التي أكدت كثيراً في خطابها ومنهجها على أن تكون الجوامع المشتركة هي التي ينبغي أن تُرصد وتقوى، ومنها تستمد حقوق الروافد الثانوية، وهذا ما نؤكد عليه لكي نتجنب والوقوع في شركٍ يرصد لنا جميعاً من عدوٍ يعاني بشدة من حقارة القلة العددية ممثلاً بالكيان الصهيوني الغاصب، ويريد ان يعالج هذه المشكلة التي يعاني منها بشدة بإثارة المفردات الفرعية والثانوية والاقليات في العالم العربي والإسلامي والمسيحي، فإذا تحركنا تحت العنوان الذي يجمعنا كنا قوة عظيمة لا يمكن تهميشها ولا الانتصار عليها، أما إذا تشرذمنا وتشظينا والعياذ بالله، فسيكون العدو هو الاكثر عدداً وقوةً منا، وسيسيطر على مقدساتنا وأمورنا في الداخل والخارج لا سمح الله.

واستنكر سماحته (دام ظله) قمة الحقارة والنذالة التي دعا إليها حاكم نظام التطبيع والجريمة والردة ليلة أمس في مكة أقدس مكان، في أفضل الليالي سحر آخر جمعة من أفضل الشهور، لتدنيس كل هذه المقدسات والدوس على كرامة الأمة وحقوقها في محاولة مفضوحة للتقرب والخضوع إلى راس الاستكبار العالمي وكيانه الاستيطاني المغتصب لفلسطين، وإعلان الحرب على الإسلام والمسلمين وقواهم المقاومة لهذه الجرائم المذلة والخنوع للعدو.

وفي الختام أدان سماحته (دام ظله) سلسلة التفجيرات التي حصلت امس في مدينة كركوك والتي راح نتيجتها عدد من الشهداء والجرحى، مبيناً ان هذا هو حلقة من حلقات الصراع التي تعيشها الامة، والتي يكون ضحيتها الشعب العراقي الجريح، داعياً سماحته القوات الامنية إلى تحمل المسؤولية في كشف الجناة والقصاص من المجرمين بأسرع وقت.

وفي الوقفة التي نظمتها مدرسة الإمام الخالصي بعد انتهاء صلاة الجمعة، ذكّر سماحته (دام ظله) بأن هذا يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك يصادف يوم القدس العالمي؛ والقدس هو أقدس أقداس الاديان السماوية، وهذه ليست مصلحة لشخص دون أخر، ولا دولة دون دولة، وإن كان الفضل لمن بدأ بهذا وذكّر به؛ وهو الإمام الخميني (قدس) الذي انتزع إيران من فم الصهيونية العالمية، وانقذها منها واجتث هذه الشجرة الخبيثة، وأرجع ايران إلى الامة الإسلامية، فلا يجب ان ننسى أصولنا ومقدساتنا، ونحن نعلم ان هنالك من يريد ان ينتزعها منا، وانتم ترون كيف ان امريكا الآن تأتي وتدوس على كل المقدسات وكل القوانين الدولية لكي تساند هذا الكيان، وهذا ليس رغبة منها في هذا الكيان، بقدر ما تريد كموطئ قدم ومعسكر استيطاني متقدم لأغراضها.

التصنيفات : آراء حرة
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان