( حلم يتفاقم من أجل الغربان )

وكالة العراق الحر نيوز
بقلم الشاعر / اديب داود الدراجي
كان حلمهُ ليلٌ طويل
أطول من أسفار التضاريس
وأكبر من رحلات الملح ، في عاهات الصخور
لكن حلمه كان أصغر من ومضةِ برقٍ
تتخطى عتبته مدلهمات السهو
أو كان أقصر من طفرةِ نجمٍ
يعري غوامض الوجوم
لأنه كان يتوجس بمناهيهِ ، براكيناً تتفجر
في أغوار القلق
تلك الأرهاصات الفطنة
الوحوش الكاسرة الممسوخة ، ذوات الألف روح
كان يتحسس زئير مخالبها ، مشافراً تسلخ
أرتخاء الكرى ، في نبضات السكون
وكأنها شجون نايات ، تلحس شكوى العطش
في أخاديد الشفاه
ما كان جماح حلمهُ يريد أن يمتطي سنام القمر
ليغوي بسنا طلتهِ بنت الشمس
ولا كان شغفهُ ، يريد أن يحلب ناقة المطر
عندما كان يروم قلع ضرس فجره من فكي الظلام
لأن قوارير ظله لم تنجب إلا أهلةً غرتها رمادية
شاحبة ، تغثو تحت فخذيها ، كبوات الأجهاض
وقد خانه طلق الفلق
وصموت التباشير ، في مدنٍ غافية
تعري مرآة العصافير ، على صدح الريح
فتعثر بغصص الشفق ، وتلعثم بريق النهار
متنفساً الصبح رياءً أهوجاً
تنفلق ضحكته ، من نهدِ غمامةِ
تدر حليبها السجيل
كأفتراءاتٍ نديةٍ ساكبة ، على ثغر روضٍ
قد حصدهُ الرماد قبل ضوحهُ
ليعطر بأريجهِ آباط الغربان