المقاومة الثقافية حرب غزة .. حرب حضارات.. وليست حرب جغرافيا…!

ع.ح.ن IQ H Nwes
بقلم:نسيب حطيط-لبنان
يعتقد البعض ان ما يجري في غزة وقبلها في لبنان والحروب السابقة بأنها حروب جغرافيا وتوسع للاحتلال. لكنها في الحقيقة حرب عبى الحضارات بناء لمعتقدات يهودية تعتمد على نخبوية الشعب الإسرائيلي اليهودي ( شعب الله المختار) وعلى اسطورة هيكل سليمان.وعلى إسرائيل الكبرى.
ان الحرب التي تخوضها إسرائيل بمساعدة ورعاية أميركية على غزة تقوم على هذه الأفكار ونبوءات تلمودية توراتية منحرفة ونحن امام دولتين (إسرائيل وأميركا لا تمتلكان ارثا حضاريا) فإسرائيل دولة عمرها سبعون عاما….واميركا دولة عمرها لا يتجاوز ال 400عام.
لا يمكن إطلاق لفظ الحضارة الأمريكية، لأنها دولة لم يتجاوز عمرها لم يتجاوز ال 400 سنة، ولا يمكن وصفها بأنها تمتلك حضارة وفقا للمصطلح العلمي والتاريخي وقد تأسست على تهديم حضارة الهنود الحمر والإبادة العرقية لهم، واستمرت على إبادة حضارات واستعملت القنبلة النووية في اليابان.
إن التاريخ اللاإنساني لأميركا هو الغزو والاحتلال والقتل ومصادر الثروات وهذه المصطلحات تتناقض مع المفهوم الحضاري بالاضافة انه لا يوجد عقيدة أو فلسفة أو أيديولوجيا أمريكية وإنما سياسة أمريكية.
إن ما يحدث الآن في غزة هو جزء من حلقة كانت ضمن الصراع مع الصهيونية الذي قابل طوفان الأقصى بطوفان التوحش مع استمراريته وإطالة فترته الزمنية وربط هذا القتل بنبوءة إشعيا والكتب اليهودية المحرّفة .
لا بدمن الإضاءة على أن هناك صراعا بين فكر التوحش الإسرائيلي الأمريكي الغربي، وبين الفكر الإنساني الذي يمكن أن نحمله للغرب، إذا استطعنا الإضاءة على هذا الصراع هو جزء او صفحة من صفحات صراع حضارات بالمعطى الشامل مع ان إسرائيل (لفلسطين المحتلة) … شهدت صراعا حضاريا منذ التاريخ القديمبمراحل أربعة :
– الصراع الحضاري الأول: كان الصراع الحضاري بين النبي موسى(ع) برسالته اليهودية وبين الحضارة الفرعونية.
– الصراع الحضاري الثاني كان صراع الرومان مع السيد المسيح عليه السلام برسالته السماوية .
– الصراع الحضاري الثالث: كان بين المسلمين والصليبيين في المعارك الأولى بتحرير القدس.
– الصراع الحضاري الرابع :هو الحروب الصليبية باتجاه استرداد القدس..
– الصراع الحضاري الخامس.زبين الصهيونية اليهودية والماسونية وبين المسلمين والذي تخوضه الأحزاب الدينية والعلمانية التي تتوزع على نوعين :
– الأحزاب العلمانية او الوطنية والدينية التي تقاتل إسرائيل، منذ احتلال فلسطين بعضها علماني بعضها يساري بعضها إسلامي .. يطرح تحرير الأرض، بمعنى تحرير الأرض واقامة الدولةالفلسطينية
– الأحزاب والحركات_الدينية التي تقول أن المعركة ليست معركة حدود وإنما معركة وجود، وبالتالي نحن نقاتل إسرائيل (الصهيونية) ولا نقاتل اليهود بهدف #تحرير_العقل .. وتحرير المجتمع الإنساني من الشر المطلق أو الجرثومة السرطانية، وبالتالي فالأحزاب الدينية تخوض معركة حضارية، وليس معركة جغرافيا فقط، مع أن الجغرافيا لازمة لتحقيق التطهير الثقافي لمجتمع الشرق الأوسط، لأنه طالما أن الفكر الصهيوني موجد معنى ذلك أن الغزو موجود معنى ذلك أن القتل موجود معنى ذلك أن هناك تلوث للبيئة الإنسانية في هذه المنطقة.
لقد نقل الإسرائيليون المعركة الى المستوى الديني في لحظة الفشل والخسارة والهزيمة لاعادة لم الشمل ضمن المجتمع الصهيوني اليهودي ومحاولة للصمود وربح المعركة مما سيؤدي الى تمدد المعركة جغرافيا على مستوى محور المقاومة .
يمكن ان تمثل حرب غزة بشموليتها ….اللحظة التاريخية ليقوم المفكرون بإعداد حرب ثقافية فكرية او مقاومة ثقافية فكرية إعلامية للدفاع عن القضية، ، لأننا نربح في الميدان .. لكن على المستوى الفكري والثقافي والإعلامي نخسر ما ننجزه في الميدان، وهذه إشكالية بسبب ابتعاد او استبعاد وإقصاء المفكرين والمثقفين عن مجريات المعركة وحصرها بالقتال العسكري(مع أهميته ومحوريته)..
لا أعرف لماذا هذا الخوف من المفكر، او المثقف؟
هل لأنه يطرح إشكاليات ويطرح أسئلة، و يريد أن يناقش حتى ينفذ…بينما المطلوب منه التنفيذ دون النقاش..لأت هناك من يفكر عنه …وفق منظومة تعطيل او تأجير العقل؟
إن استبعاد المثقف أو استبعاد المفكر .او تهميشهما . يقلل من إمكانية الربح العام مع ان النقاش الفكري والثقافي هو قيمة مضافة للعمل
العدو الصهيوني يطرح نفسه كحركة صهيونية ثمثل الصدى لأصولية دينية متطرفة على المستوى اليهودية ولعب دور الفيروس الحضاري مع الفيروس الأميركي لتهديم الحضارات والديانات والقيم الأخلاقية والإنسانية كما فعل بالمسيحية … و يحلول الآن مع الإسلام بالحركات التكفيرية.
لا بد من قيام جبهة عالمية للدفاع عن التراث الإنساني والحضارة العالمية الذي تهدمه اميركا وإسرائيل…وحلفائهم. ..
جبهة عالمية متعددة الأجناس والمشارب والعقائد تجمعها الإنسانية والأخلاق .. للدفاع عن القيم الحضارية التاريخية لكل الشعوب بمواجهة الفيروس الأميركي و الفيروس الصهيوني…
لقد استطاعت حرب غزة..تاسيس دورة لمحو الأمية العالمية عن القضية الفلسطينية .وعلى المفكرين والمثقفين والإعلاميين ..ان يكملوا توسعة وإدارة هذه الدورة …