اجيبك للدرب لازم اجيبك مراهن عليك اطلع حبيبك !

2022-07-12
140

 

 

العراق الحر نيوز

بقلم:الشيخ صادق الحسناوي

صلاة الجمعة وآثارها الإجتماعية والاخلاقية

ليلاً وانا في النجف الاشرف اضمرت في داخلي الشكر لاكثر من سائق سيارة ، الاول منهم جمعني به تقاطع مروري وكان الرجل سخيا واريحياً ، سخياً بعِرضه وهو يجعله موضوعاً للشتيمة والانتقاص فقد كان يبث من مسجل السيارة وباعلى درجة ممكنة للصوت اغنية حفظت منها:
اجيبك للدرب لازم اجيبك
مراهن عليك اطلع حبيبك
وعندما رآني بعمامتي ولحيتي اسدى الي خدمة كبيرة اذا منحني موضوعاً للكتابة بعدما اثر على رفع مستوى الصوت داخل سيارته ،وآخر في سيارته مع عائلته وقد حول السيارة الى كباريه او ملهى ليلي وحول افراد عائلته الى فرقة رقص جوالة تشبه فرقة ابو عوف التي ذاع صيتها في الثمانينات وكانت تتألف من اخ وشقيقاته !
كانوا اسخياء جداً في التضحية بسمعتهم وقد قيل ان البخل بالعرض محسوب على الكرم فلا موضع امدح للبخل في غير هذا المورد ولا قيمة للمال والثراء امام العرض يقول السموأل :
اصون عرضي بمالي لا ادنسه
لابارك الله بعد العرض بالمال
وبيننا مسلمون هتكت الاموال اعراضهم ودنست شرفهم فعن اي شرف يتحدث هذا الذي يتراقص واسرته وقد اخذت من راسه ماخذها المادة التي تعاطاها فتراقص كالغجر امام الناس في سيارته الخاصة وفي النجف الاشرف ؟!
هذه الظواهر السمجة والمقرفة والشاذة عن الذوق لها اسبابها التي منها انعدام الذوق الفني فلا اعتقد ان متذوقا للغناء والرقص يستمتع به وقد جعل نفسه مسخرة ، وثاني الاسباب انعدام الدين والضمير وفقدان المسؤولية الاخلاقية تجاه النفس والاخرين وكم يعجبني مايروى عن الوليد بن يزيد بن عبد الملك الذي كان يصنف من الكفار جهاراً نهارا رغم تبوأه موقع خلافة المسلمين !فقد روي عنه انه كان يمنع اهله من سماع الغناء لانه داعية فجور !! فقيل له تمنعهم على ما انت عليه !؟
قال نعم !
هذا رجل رمى القرآن بسهم ومزقه وشرب الخمر وعاث فساداً لكنه لايرغب ان تتاثر اسرته بآثار الغناء وفسق المطربين والمطربات !!
كانت هذه الظواهر قد طواها النسيان في تسعينيات القرن المنصرم وكانت الجمعة وخطابها درس تربوي وتوعوي اسبوعي يشغل الناس بمضامينه الى اسبوع كامل حتى تحين الجمعة مرة اخرى ، كان المنبر رساليا توعويا وكان المربي وصانع الوعي هو الشهيد السيد الصدر (قدس سره ) والامة اذا اذعنت للمربي اظهرت اجمل ما في بواطنها ومع فقدانه فانها تركب ظهر المجن وتظهر قبو الرذائل باقذر مافيه ولهذا تظهر الحاجة الى المربي الفقيه اكثر من الحاجة الى الفقيه الفقيه لفقاهته فقط سيما في عصرنا الذي يغلب عليه التدني والانحطاط وتفشي الرذيلة والتميع بعدما فسد الحكام ودخل الاستثمار حتى ميدان الاتجار بالاجساد ورعاية العواهر وما انحط مجتمع الا بانحطاط علية القوم فيه وهل من عصر احط من هذا الذي نعيشه ؟!
لقد صار الرقص والغناء مصاحبا للزيارة والدعاء والمظاهر الدينية وليس عدلاً القاء اللائمة على المجتمع وحده طالما ان قادة البلاد تنقصهم التربية العقائدية التي تكشف الحاجة الى الفقيه المربي
نحن بحاجة الى مربي اليس كذلك ؟!

التصنيفات : آراء حرة | ثقافة وفنون
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان