خطيب جمعة واسط يسلّط الضوء على تفسير السيد الصدر لآية “أمرنا مترفيها” ويحذّر من خطورة رضا الشعوب بالظلم

ع.ح.ن –IHN
واسط
رئيس التحرير-رحيم زاير العتابي

أشار خطيب جمعة واسط – الكوت المركزية، سماحة السيد أمجد الموسوي، خلال خطبته، إلى ما ورد من تفسيرات لزعيم التيار الوطني، سماحة السيد مقتدى الصدر، للآية الكريمة:
﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ من سورة الإسراء.
وبيّن الموسوي أنّ السيد الصدر أوضح أن للآية عدة معانٍ تتضمن: التمسك بالدين، والاعتزال عن العالم وأهل الظلم، والتنبيه إلى خطورة رضا الشعوب بالظلم، مؤكّدًا أن المؤمن إذا هيأ الله له الأسباب وتمسك بدينه يكون بمنزلة “القابض على جمرة من نار”.
وأضاف أن أحد المعاني يتناول ما حصل لأصحاب الكهف الذين حفظهم الله وصانهم بعد إعلانهم رفض الظلم والطغيان والفساد، في إشارة إلى أن الاعتزال قد يكون لحكمة إلهية تتعلق بمصالح دينية عامة. كما تطرّق إلى المعنى المتعلق بالاعتزال التام عن أهل الظلم والجور، بما يضمن سلامة الدين والنفس والعقيدة، مستشهدًا بغيبة الإمام المهدي “عجّل الله فرجه”، التي جاءت بأمر إلهي لحفظه إلى حين قيام الدولة العادلة.
وتناول الموسوي ما طرحه السيد الصدر حول المقصود بـ“أهل القرية” في الآية، مشيرًا إلى ثلاثة احتمالات:
الأول، أن يكونوا الحكّام والسلطات الحكومية الذين يتلاعبون بشؤون البلاد ظلمًا وفسادًا.
والثاني، الوجهاء والمتنفذون من تجار وكبار قبائل ومجاميع مسلّحة ولصوص وقطاع طرق وبعض الساسة والأحزاب، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾.
أما الاحتمال الثالث، فهو أغلب الشعب الراضي بالظلم وبحكام الجور، خوفًا أو طمعًا، كما في زمن الأمويين، أو كما ورد في قصة قوم لوط الذين رفضوا الطهارة واستنكروا الدعوة إليها، فكان الحكم يشمل أغلب أهل القرية لموافقتهم على الفاحشة والباطل.
ونوّه الموسوي إلى ما أكّد عليه السيد الصدر من أن أخطر هذه الاحتمالات هو الثالث، لأن المؤمن قد يستطيع الوقوف بوجه الحكّام الظالمين أو المتنفذين، لكن يبقى الأصعب أن يواجه مجتمعه وقومه وأصدقاءه عندما يشيع الفساد بينهم، مستشهدًا بما تعرض له نبي الله نوح عليه السلام حين أعلن رفضه للفاحشة فواجهته محاولات القتل والطرد.
وختم الموسوي خطبته بالدعاء قائلًا:
“اللهم ثبّت الشعوب على دينك وطاعتك، وحبّب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجمع بيننا وبينهم بالحق، وافصل بيننا وبين كل ظالم وفاسد.”
