على هامش الصمت الانتخابي

ع.ح.ن-Ihn
بقلم :رحيم العتابي
ها نحن نقترب مرة أخرى من صناديق الاقتراع، والوجوه ذاتها تتهيأ لالتقاط صورة جديدة في مشهد قديم.
كأن الزمن لم يتحرك، وكأن الوعود لا تزال تُعاد بتجميل آخر، فيما الواقع يزداد قسوة وضبابية.
ما الجدوى من انتخابات لا تغيّر سوى ترتيب الكراسي؟
ما الفائدة من أصواتٍ تُساق إلى ذات الأبواب التي أوصدت بوجه الفقراء؟
إن المقاطعة في هذا السياق ليست انسحابًا، بل وقفة تأمل ورفض.
هي احتجاج صامت على نظامٍ لم يُنصف مواطنيه، وعلى طبقةٍ جعلت من السياسة وسيلة للبقاء لا وسيلة للبناء.
ربما يُقال إن المشاركة واجب، لكن الواجب الأسمى هو أن لا نمنح الشرعية لمن بدّدها.
فالصمت أحيانًا أبلغ من التصفيق، والامتناع عن التصويت قد يكون أول خطوة في طريق الاستفاقة.
اليوم الخيار متاح، وغدًا لا ينفع الندم.
من أراد التغيير حقًا، فليبدأ من رفض اللعبة المكرّرة…
فالوعي لا يُقاس بعدد الأصوات، بل بقدرة الناس على قول: كفى.
