بين علي وعمر تسقط لغة الطائفية وتبقى قيم العدالة

2025-11-08
1

ع ح ن IHN

بقلم: محمد حنون

لم اتعود يوما” ان اكون لسان حال مكون او مذهب بقدر ماكان ولائي للعراق بكل اطيافه وقومياته مع اعتزازي بمذهبي واجد فيه ومنه الانتماء الى الوطن الاكبر لكن عندما يذهب البعض بعيدا” في التمادي ضد جزء من المجتمع فأن سعادتي كبيرة في ارد بطريقة واعية ووفق مفهوم تربيت عليه خاصة واني أعدت اللقاء التلفزيوني الصادم مع السيد محمود المشهداني رئيس السلطة التشريعية الذي تحدث فيه عن كون الشيعة للطم وليس للحكم مرات عدة وبصراحة وقبل كل شيئ احترم شيبة هذا الرجل ووضوحه والقول عن الذي في قلبه لكن ماتحدث به اثناء اللقاء يمثل خيبة امل كبيرة وتراجع وقصور في فهم الاستحقاقات الوطنية والاصرار بأن الحكم مسجل تاريخيا” لمكون واحد دون منح الفرصة للاخرين.

ومع الاحترام لشخوص الجميع

لكن القول بأن الشيعة للطم وليس للحكم يجافي الحقيقة والتاريخ ويتناسى أن مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) قامت على قيم العدالة والرحمة والتسامح لا على طلب السلطة أو احتكارها.

 

لقد أثبت الشيعة عبر التاريخ أنهم حملة مشروع إنساني قبل أن يكون سياسيا” وأنهم حينما وصلوا إلى مواقع المسؤولية في العراق الحديث ورغم الاشكاليات التي حصلت لم يمارسوا الإقصاء أو الانتقام بل اختاروا الشراكة الوطنية وقدموا من حقوقهم وتضحياتهم حفاظا” على وحدة الوطن ومصلحة مكوناته كافة.

 

الشيعة في العراق لم يكونوا يوما”طلاب سلطة بل ضحايا استبداد وصبر طويل وعندما أُتيح لهم أن يحكموا اختاروا أن يضمدوا جراح البلاد لا أن يفتحوا جراحا”جديدة فأصابوا في مواقع كثيرة ولم يفلحوا في اخرى بسبب تداخل الخنادق وعدم وجود المناخ الملائم لادارة شؤون البلاد والعباد نتيجة الارهاب الارعن والتدخلات الدولية والاقليمية في الملف العراقي.

 

اللطم ليس ضعفا” كما يتوهم البعض بل هو رمز وعي ووفاء ورفض للظلم وهو التعبير الإنساني الأسمى عن الألم من أجل العدالة لذلك لا يمكن أن يختزل هذا المذهب العظيم في طقوس أو ممارسة لأن جوهره هو حكم الضمير وعدل الإنسان ورحمة الحاكم بالمحكوم.

 

من يتحدث عن الحكم ينبغي أن يدرك أن الشيعة حين حكموا لم يسعوا للثأر بل لبناء الدولة وحين اختلفوا لم يحملوا السلاح ضد شركائهم بل لجأوا إلى الحوار والدستور وهذه أعظم رسالة إنسانية يمكن أن يقدمها مذهب يؤمن بأن الحكم عدل ورحمة لا قهر وغلبة.

 

اخيرا” فات على السيد المشهداني ان يدرك نحن أبناء وطن واحد جمعنا التاريخ والمصير ولا يمكن أن نفرق بين أبنائه على أساس المذهب أو الطائفة أو القومية فالعراق أكبر من الانقسامات وأسمى من كل تصنيف ضيق ووحدتنا هي سر قوتنا وبقاؤنا.

لقد علمنا علي بعدله كما علمنا عمر بحزمه أن الحكم ليس مذهبا” بل مسؤولية وأن العدالة لا تعرف بالاسم بل بالفعل.

فإذا اجتمع عدل علي وحزم عمر في وجدان هذا الوطن فلن يكون بيننا شيعي وسني بل أبناء عراق واحد يجمعهم حب الله والحق والإنسان.

 

التصنيفات : مقالات

اترك تعليقاً

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان