المقاومة الثقافية.  الاخوان المسلمون والحركات التكفيرية وجماعات “الربيع العربي”…وعدم قتال اسرائيل! 

2024-03-22
28

ع.ح.ن-IHN

كتب الدكتور نسيب حطيط- لبنان

بعد أكثر من 160 يوما على المجازر الإسرائيلية ضد المسلمين في غزه ،نستغرب ونستنكر الصمت الميداني لجماعة الاخوان المسلمين وحزب التحرير والجماعات التكفيرية من القاعدة الى داعش والنصرة وكل اخواتها وكذلك احزاب وشخصيات الربيع العربي من مفكر الكنيست والربيع العربي”عزمي بشارة” الى المعارضات السورية والليبية وتونس ومصر التي لم نسمع لها صوتا وإذا تحدثت فهو كلام خجول ولم تقم بمظاهرة او اعتصام او اقتحام لسفاره إسرائيلية في عواصمها ولم تقطع طريقا على الجسر البري لدعم اسرائيل ولم تنظم مظاهره لاقتحام معبر “رفح”!

لم يتحرك الاخوان المسلمون في ساحاتهم العربية والإسلامية بحجة ان قادتهم في السجون وان الأنظمة تقمع وتطارد عناصرهم وهذا الواقع لم يتبدّل منذ قبل ثورات الربيع العربي التي شارك الاخوان المسلمون فيها واستلموا السلطة في مصر وتونس وعندما استلموا السلطة خاطبوا الرئيس الاسرائيلي “بصديقي العزيز العظيم” وفي تونس رفض الاخوان المسلمون بقياده راشد الغنوشي “تجريم” التطبيع مع إسرائيل …مما يعني ان القمع والسجن ليسا السبب في موقف الاخوان وانما هو موقف سياسي عقائدي وبالمقارنة مع ظروف اهل البحرين الأصعب… فقادة حركات المعارضة في السجون منذ اكثر من 10 سنوات وهناك سحب للجنسية و التجنيس السياسي والقمع والقتل تحت التعذيب ولازالت المعارضة تتظاهر اسنادا لغزة!

الجماعات التكفيرية التي ولدت في لثمانينات من القرن الماضي لتقاتل السوفيات في افغانستان ثم فجّرت العالم الاسلامي في الربيع العربي ولا زالت تقتل وتخرب وتسيء الى الاسلام وأهله، هذه الجماعات على مدى 40 عاما لم تطلق رصاصة واحدة ضد العدو الاسرائيلي ..لم تذبح ولم تقتل جنديا اسرائيليا لم تساهم باي عمل سياسي او ديني او ميداني ضد العدو الإسرائيلي، لكنها حشدت عشرات الاف المقاتلين من العالم(وبعضهم من فلسطين) واثخنت الدول العربية والإسلامية بالجراح ولا زالت حركة طالبان وسيطرت على افغانستان لا علاقة لها بالقتال ضد إسرائيل… لكنها لا زالت تقتل المسلمين في افغانستان من السنه والشيعة!

لقد حققت معركة طوفان الاقصى نجاحين بارزين :

– أولهما: زعزعة الكيان الصهيوني وكشف عقيدته التلمودية المتوحشة وكشفت وهم العدالة والقانون الدولي والنخوة العربية والأخوة الإسلامية !

– ثانيهما: كشفت بالملموس زور وكذب وتضليل الشعارات للجماعات الإسلامية التي تنادي بالخلافة ولنصرة اهل السنة ضد الشيعة.. لكن انكشفت عورتها بانها كاذبة ومضللة وأنها تريد نصرة “الاسلام الأميركي” الذي يقتل المسلمين من السنة والشيعة الذين يقاتلون إسرائيل!

ان معركة تهجير غزة والقضاء على القضية الفلسطينية وتهويد القدس بدأت عندما قامت هذه الجماعات التكفيرية واحزاب الخلافة بتدجين العقل الاسلامي وصناعة مؤسسات دينية ومشايخ يتلهّون بفتاوى السخافة والتفاهة والقشور وفتاوى قتل المسلمين حتى لو ذهب ثلثهم كما قال “القرضاوي” لكنهم يبتلعون السنتهم بفتاوى قتال ضد اسرائيل نصرة لأخواتهم الصائمين في غزة!

كشفت” طوفان الأقصى” صوابية التصدي لهؤلاء من الجماعات التكفيرية في لبنان وسوريا والعراق واليمن ،لأن قتالهم هو جزء من قتال المنظومة الصهيونية _الأميركية المتوحشة ..انهم الطابور الخامس الصهيوني في جسد الامة الإسلامية وان قتالهم جزء من معركة تحرير فلسطين وجزء من معركة تحرير العقل الاسلامي من الانحراف والتضليل والعمالة.

من كان قادرا منهم على القتال ضد الأنظمة وضد حركات المقاومة وضد المدنيين المسالمين وغزو مناطقهم وسبي نسائهم …فهو قادر ايضا على قتال اسرائيل ،فإن امتنع عن قتالها ولا يزال في حربه الاولى ضد المسلمين.. فهو عميل ميداني وعميل فكري وهذا هو الاخطر !

لابد لعلماء الدين المخلصين وللمثقفين والاعلاميين الإضاءة والتصدي لهذا الفكر المنحرف والمتحالف مع العدو الاسرائيلي والإدارة الأميركية،الهادف،لإسقاط الامة… دينا.. وجغرافيا… وثروات…

كشفت مجازر غزة، ان هذه الأحزاب والجماعات والمعارضات ..هم جنود “الربيع الإسرائيلي”…لا العربي!

التصنيفات : عربي ودولي
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان