إعلام بطعم التحديات

ع.ح.ن-IHN
بقلم: سعد هادي الشمري
يعيش الإعلام العراقي لحظة مفصلية بين خطاب وطني يبحث عن الحقيقة، وآخر متلون يلهث خلف المتسلطين، فتغيب المهنية ويعلو صوت المأجورين. ومع تعاظم المتغيرات السياسية والإقليمية، يصبح واجبًا وطنيًا اعتماد مشروع إعلامي رشيد يستند إلى ما تنشده المرجعية الدينية الرشيدة من إصلاح، وإلى ما دعا إليه السيد مقتدى الصدر في مواجهته الصريحة لـلـمفسدين بشعار “الشلع قلع”، بوصفه نهجًا لاقتلاع جذور الفساد لا مظهره.
إن الساحة الإعلامية اليوم تعاني من مؤسسات مترهلة فقدت استقلالها، وانشغلت بخدمة أجندات تضعف الدولة وتشوّه وعي المجتمع. وفي المقابل، يترقب العراقيون منظومة إعلامية صادقة ووليدة التحديات، تستلهم قيم الإصلاح، وتؤمن بأن “محاربة الفساد ضرورة شرعية ووطنية”، وبأن “المسؤول خادم للشعب وليس سيدًا عليه”.
الإصلاح يبدأ من الوعي. ولهذا يتطلب الأمر خطابًا إعلاميًا قادرًا على كشف دواعش الكلمة الذين يتصدرون المشهد بالشعارات المضللة، فيما تُحاصر الأقلام الوطنية تحت ضغوط العيش وقسوة الواقع. فـ“دواعش الإعلام” اليوم هم الامتداد الطبيعي لأولئك الذين قوضوا الدولة وعبثوا بثرواتها، وهم من تحركهم مصالحهم قبل الوطن.
إن المطلوب هو تحرير الإعلام من قبضة المفسدين كما تحررت الأرض من الإرهاب؛ إعلام يفضح المأجورين، ويعيد الاعتبار للكلمة الحرة، ويؤسّس لوعي وطني جامع يتجاوز الطائفة والحزب والمصلحة.
حين تتوحد الخطابات الوطنية، وتلتقي تطلعات الشعب مع رؤية الإصلاح، سينهض إعلامٌ بحجم العراق… إعلامٌ يعيد رسم مكانة الوطن، ويحمي هويته، ويصنع رأيًا عامًا حرًا، قادرًا على مواجهة التحديات وبناء مستقبل يستحقه العراقيون.
