عشت عزيزًا ومت كريمًا اشعلت منار المنوال المحمود بوصية جعلت من موكب تشييع بعطر العريس

ع.ح.ن IH-Nwes
بقلم :يحي نقي آل رحيمه
في مثل هذه الايام وقبل خمس سنوات من الآن كنت قد نشرت الموضوع التالي على منصتي هذه ولحاجتنا الماسة لمثل هكذا رجال حكماء عقلاء كرماء اصلاء اعيد عليكم نشره ثانية علّنا نحظى بامثاله مستقبلا مع جل اعتزازي وتقديري واحترامي للاصلاء من مشايخنا الذين لايتصرفون الاّ بما يرضي الله تعالى.
لم التق بالشيخ الحاج محمدعزيز الزريجي شيخ عموم عشائرآل غريب في العراق (رحمه الله)الاّ مرة واحدة بدائرته المجاورة لداري بمنطقة الحيدرية بمدينة الكوت ومنذ ذلك اليوم بقي يحتل مكانته الرفيعة بقلبي لأنني لم المس منه سوى الطيبة والعفوية وحسن الخلق ودماثته، وماهي الاّ ايام حتى صُدِمتُ برحيله الى الرفيق الاعلى ملبيًا نداء ربه المحتوم فذهبت الى مجلس الفاتحة المقام بقضاء الحي بمعية زملائي الاعلاميين يتقدمهم الزميل ماجد العتابي نقيب الصحفيين اضافة الى الاخ الاعلامي علي محمد العبودي والاخ المصورعلي هاشم .
ولكونه شيخ عموم عشائرآل غريب في العراق ولمكانته الاجتماعية المرموقة وحب الناس له فقد كان المجلس يغص بالمعزين من جميع انحاء العراق ومع ذلك وكما اخبرني زميلي العزيز الاعلامي ميثاق الزريجي مراسل قناة العراقية ان عمه المرحوم ابو سامر أوصى قبل وفاته بمايلي:
1. عدم اطلاق اية عيارات نارية اثناء تشييعه ومن يفعل ذلك يكون غير مُبرأ الذمة.
2. عدم كتابة كلمة “الشيخ” لا على يافطة العزاء ولا على قبره.
3. عدم اقامة “سبعة الميت”.
4. عدم اقامة ” الاربعينية”. وتوزيع الطعام الذي يطبخ خلالهما على الفقراء والمساكين والمحتاجين والمتعففين.
وللعلم فقط فان المغفور له باذن الله تعالى ابو سامر هو مدرس رياضيات (خريج كلية العلوم – الجامعة المستنصرية).
فالراحل رحمه الله كان يتمتع بشعبية قل مثيلها، كونه ذلك الانسان السبّاق لحل معظم المشاكل سواء ضمن اطار عشيرته ام على مستوى العشائر الاخرى.
لذلك كتب احد معارفه مرثية رائعة بحقه يقول فيها:
ماأروعها من خاتمة تجلى فيها تسابق العبرات في منحدر الغياب والدمع يندفع أسى ولوعة لان كل الناس اجتمعت على محبتك حين تركت بيننا سمو تربيتك واستمد من كرم اخلاقك الكثير ، حلمك يعجب منه الحلم ذو روح سجية وافرة العطاء تمطر من حولها حب وسعادة اعماقها البياض ونقاء لايضاهى يمقت التقديس وتحنيط الافكار بسيطا ودودا على تواضعه ووداعته صلبًا شديد المراس يرفض منطق الصفقات والمساومات ثابتا متوهجا دون عصبية بدائية او شوفينية عنصرية يفضل الصمت على اللغو سامي الاخلاق مارأيت في شخصه الا الرجولة والشهامة والاباء واحترام الاخرين لاينفك عن رابطة الفضيلة لكن وصل اليوم المحتوم ودقت ساعة الموت وأشرت عقاربها صوب أبا سامر كان يكره ان يسيئ الى احد لايخاف من المبادرة نعم اننا لانموت بفقدان موت من نحب ولكننا ننكسر كسرًا موجعًا وكم هو مؤلم كسر الروح الى رجل خصاله حية مضيئة تسمو فوق الشبهات لكل من زامله وصادقه ترك جرحًا بالغ العمق بل الاوجع الأبلغ ، خسرنا هيبة الرجل المثالي خسرنا الخلق المزكى ضياعك مر لانك أبكرت الرحيل.
نم قرير العين أيها البار فأعمالك خير دليل على كرمك نم قرير العين ياصاحب المواقف النبيلة فخصالك عنوان .
وداعًا ايها الرجل الباقي في قلوبنا لانك عشت عزيزًا ومت كريمًا اشعلت منار المنوال المحمود بوصية جعلت من موكب تشييع بعطر العريس لذا فاصحاب الهمم العالية لايرحلون.
اذقيل :
المرء يعرف في الأنام بفعله
وخصائل المرء الكريم بأصله
لذلك فانني ادعو من خلال منشوري هذا جميع الوجهاء النبلاء وشيوخ العشائر الاصلاء وكل المواطنين الاعزاء الى الغاء مناسبة (سبعة الميت) وعدم تكليف صاحب العزاء اكثر من طاقته امتثالا لتقاليد بعيدة عن ديننا الحنيف وتوزيع الاموال المخصصة لها على الفقراء والمحتاجين بدلا من اقامة ولائم كبرى لايدعى لها الاّ اصحاب الكروش والمُتخمين الذين قد لايحفظون حتى فاتحة الكتاب.
اسأل الله تعالى ان يشمل الفقيد المرحوم محمد عزيز الزريجي وامواتنا وامواتكم جميعا بشآبيب رحمته ولطفه وبره
ومغفرته ورضوانه واحسانه.