تجلطات الادارة واسبابها في العراق

ع.ح.ن(IHN)
بقلم :د.ماجد الاسدي
لمسؤولية عادةً، تظهر لنا القراءة الممتعة للتاريخ، أنّه لم يستطع رجل أن ينجح في القيادة المؤسساتية دون أن يقنع فريقه، بأنّه قد وضعهم في المقام الأول من المسؤولية الجماعية، وقبل كل شيء في النجاح أيضًا.
فالتجديد هو ما يميز القائد الاداري عمن يتبعه عبر ابتكار الأفكار المنتجة للعمل المنشود، فالابتكار يصنع من الانسان المسؤول شخصية القائد، وليس شخصية التابع فقط.
اذاً فالإدارة هي فن وإبداع إنساني كما في تعريفها العام، أي بمعنى هي لعبة فكرية، وكلما فكرت بطريقة أفضل تحققت نتائج أعظم لصالح المؤسسة الادارية، فالإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده..!!!؟. وتكون المنظومة الإدارية سليمة عندما يعلم كل شخص فيها ما له، وما عليه من مهام ومسؤوليات، وما هو المطلوب منه وما هو السلم الإداري؟؟
فالمدير الناجح يجب ان لا يختر في موقع القيادة أولئك الذين يشيرون إلى ما هو أعلى من دورهم في النجاح أو التباهي الفارغ، وينبغي اعتماد الأكثر انتاجا في العمل لصالح المؤسسة والصالح العام،لكن ما هو مؤسف حقا في مؤسساتنا، ونحن نتطلع إلى الأمام عبر الأماني في التمني، اذ لم نجد عمل مؤسسة ادارية متكاملة، بل نرى افرادا متفانين يحققون نجاحات فردية داخل المؤسسات الادارية، وعادة ما تبخس حقوقهم في التكريم ، واحيانا يحملونهم مسؤوليات الفشل في تلك الادارة عبر الحكم الشمولي السائد في ثقافة المديرين.
تتمثل الإدارة الناجحة في ترتيب الأسبقيات من الاولويات، فالإدارة اللامعة تماثل دورة دموية نشطة، فيها يتدفق الدم من القلب، ليسري بانتظام عبر الشرايين، دون أن تعوقه التجلطات والخثر كما يعبر عنها بالوصف المجاور.
فأساس النجاح في الإدارة هو أن تستفيد أقصى ما يمكن من قوة الآخرين الذهنية والنفسية؛ لان القيادة هي فن التأثير لا أكثر ولا أقل، و أجمل ما قيل عن الإدارة والقيادة الناجح هو: من يرى فرصاً للحل في كل صعوبة، بينما الفاشل يرى عادة صعوبات في كل فرصة حل، وللأسف هذا ما يجري في مؤسساتنا.
إن التفكير السليم يكمن في النظر إلى الجانب المشرق من العمل الاداري، ولا يبحث عن إنجاز اليوم، بل إنجاز العام الذي يطمح اليه، ونلاحظ فشل اغلب المسؤولية عند يذكرون كلمة يوم في كل حديثم ، وهذا يدل انهم لا يملكون رؤيا للحديث عن الغد المنتظر.
وهنا فإن العقل الاداري يستطيع أن يجعل الجنة جحيماً والجحيم جنة، كما هو واقع في طبيعة الانسان المجبول على الخير والشر معا الا ما رحم ربي – ومعنى ذلك أن المرء يجب أن يساهم في البناء والعطاء بما يستطيع، ولا أن يكون حملاً ثقيلاً على المؤسسة الادارية، وبالتالي يلحق الضرر والبؤس بها، وفي الاداء الذي نظمه القانون خدمة للمصلحة العامة .
ولكي تكون قائداً ادارية ناجحاً عليك أن تكون حاضراً في التفاصيل من خلال التواجد المستمر في مواقع العمل، ومن أجل إدارة فعالة تحقق الأهداف الموضوعة لها، اذ يجب التركز دائماً على الإنجازات والنتائج أكثر من الانشطة والفعاليات والإجراءات، لان الوقت حاكم في مسيرة النجاح والتقدم المنشود.
#الفشل
فالقيادة هي القدرة الذهنية والنفسية على ترجمة الرؤى الى واقع ملموس، لكن ما نراه في مؤسساتنا يدعو للاسى، اذ يقف وراء تجلط الادارة وفشلها جملة اسباب اساسية هي :
١- غياب شروط الاختيار العملي للمدراء، واعتماد التزكية القبلية والحزبية والمناطقية.
٢- يتم الاختيار وفق معيار شعبوي وهو الاقرب محسوبية.
٣- غياب تكافؤ الفرص امام الأفراد في الوصول إلى سدة المسؤولية الادارية.
٤- السير على النمط الموروث من البيروقراطية الادارية وعدم اعتماد الزمن كمعيار للعطاء والنجاح الادارية.
٥- احاطة المديرون بذوي القربى اجتماعيا وسياسيا احيانا، وبالتالي تصاب المؤسسة بالشلل الناتج عن التجلط الاداري.
٦- غياب مبدأ الثواب والعقاب في إدارة المؤسسة عند المديرون، وبالتالي يحصل التمادي وعدم الاكتراث في أداء الواجب للموظف.
٧- اعتماد أسلوب الخواطر والتوسل في دفع عجلة الادارة الى الأمام عندما تصل الى التوقف عن العمل .
٨- غياب الرقابة الحكومية المركزية على عمل مفاصل المؤسسات الادارية في البلاد.
٩- الفقر المعرفي لدى المدير ومرؤسيه ، وبالتي يصبحون عبء على المؤسسة الادارية وعملها المفترض.
١٠- غياب الضمير الجمعي والتخلي عن المسؤولية هو النتيجة لكل فشل في العمل اداري والناتج عن ما تقدم من النقاط التسع المذكورة.