المقاومة الثقافية حرب المستشفيات. ومخطط تهجير غزة …!

ع.ح.ن IQ.HNwes
بقلم: الدكتور نسيب حطيط-لبنان
في حزيران عام 2023 اي قبل خمسة أشهر من (طوفان الأقصى)، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريرا عن مشروع اسرائيلي يعتمد على اعادة ادارة قطاع غزة الى مصر وتوسعتها في صحراء سيناء واقامة منتجع سياحي على شاطئ البحر المتوسط تنتفع منه مصر اقتصاديا والفلسطينيون ايضا والذي كان قد بدا كمشروع ايام الرئيس المصري محمد مرسي.
منذ تأسيس اسرائيل ومشروع الغاء وتهجير غزة الى سيناء ،لا يزال حاضرا في العقل السياسي والأمني الإسرائيلي ويعتبر الاسرائيليون الان ان هناك فرصة تاريخية بعد احداث الطوفان الاقصى للتخلص من غزة بالقوة والتوحش والتهجير، طالما ان المشاريع السياسية والتنموية والاقتصادية لم تؤت ثمارها ، فاتجهت نحو منظومة المجازر المتوحشة للتهجير فكانت حرب المستشفيات..
من العلامات الفارقة في حرب غزة انها اعتمدت على خطه تدمير المستشفيات لاستكمال عمليات القتل للأحياء بمنع معالجة الجرحى، حيث شكلت معركة مستشفى الشفاء بالتزامن مع عقد القمة العربية والإسلامية أكبر تحد للأمتين العربية والإسلامية والعالم واستهزاء بقرارات القمة ولم تكن خطة تدمير المستشفيات واخراجها من الخدمة(12 مستشفى) نتيجة عجز عسكري فقط وانما جزء من الخطة العسكرية والسياسية لتهجير غزة وكانت معركة المستشفيات وفي مقدمتها مستشفى الشفاء المجمع الطبي المركزي تسعى لتحقيقالأهداف التالية :
– الهدف الاول: الترهيب والقتل متوحش فكل مصاب في غزة فهو شهيد في استعادة لمجازر تأسيس الكيان وعصابات “الهاجانا” ومجازر دير ياسين واخواتها مع تطور في الات القتل الجماعي بكل انواعه الأسلحة .
– الهدف الثاني: كسر كل المحرّمات في الاهداف المدنية فمن يقبل من الراي العام العالمي والعربي ان يتم اقتحام مستشفى وقتل الاطفال الرضّع والنساء الحوامل فلن يتحرك لمنع اي عمل عسكري داخل غزة.
– الهدف الثالث: تخمين استخباري فاشل لان المكان الامثل لإحتجاز الاسرى الاسرائيليين سيكون في المستشفيات التي تستبعد وفق قوانين الحرب واتفاقيات جنيف من الاعمال العسكرية.
– الهدف الرابع: وهو الذي يمثل الان الخطوة المتقدمة في مخطط تهجير غزة الى سيناء ، لمنع وجود اي مركز علاجي او استشفائي للجرحى وللمرضى لمليوني انسان وبعدما تجاوز عدد الجرح العشرين الفا وهو في ازدياد مستمر فلابد من ايجاد حل يُخرج هؤلاء من غزة… اما لمستشفيات عائمة في البحر او لمستشفيات الميدانية بعنوان انساني في صحراء سيناء ومع الجرحى سيكون هناك مرافقون من اهلهم ويبدا تنفيذ المشروع الالتفافي المخادع لاخراج الغزّاويين الى سيناء بعنوان انساني ثم يتوسع المشروع كل جريح او مريض عنده خيارين… اما الموت في غزة.. واما الخروج للاستشفاء في سيناء وعدم العودة …!
يبدو ان المشروع الإسرائيلي_ الأمريكي_ العربي ايضا للأسف قد حقّق بعض الخطوات مع كل الصمود الاسطوري للمقاومة في غزة واهلها الصامدون المظلومون… لكن توسّع جغرافيا التوغل الاسرائيلي وتوسّع التوحش وحرب المستشفيات سيشكل عاملا ضاغطا على المقاومين الذين يستطيعون الصمود لأشهر وإنزال الخسائر بالعدو الإسرائيلي.. لكن ستكون نقطة ضعفهم جراح اهلهم ومنعهم من المعالجة والدواء في حصار مطبق بين معبرين..( اسرائيلي ومصري) وتتسرب بعض الانباء بالإضافة الى الامور العلنية ومنها:
– مشروع دولي عربي لتامين مستشفيات عائمة وميدانية في البحر وسيناء وفي مقدمته مشروع قطري بعنوان المدينة الإنسانية بإقامه مستشفى الميداني في سيناء لمعالجة الجرحى واقامة اماكن سكن لمرافقيهم ثم يتحول المؤقت الى دائم والمحدود الى واكثر مساحة..!
– إعطاء مصر دفعة اولية على الحساب عبر منحة الاتحاد الاوروبي لمصر والبالغة 10 مليارات دولار تثمينا ومكافأة أوروبية للدور الذي تقوم به في حرب غزة..!
ان المخطط الإسرائيلي يسير بغطاء أميركي غربي وعربي …ومعه الوقت الذي يتطلبه. دون محاسبة …وبدا الاعلام والجهات الإنسانية تتحدث عن (جنوب غزة)…سواء بالمساعدات وغيرها. وتعتبر إسرائيل ان شمال غزة صار منطقة عسكرية يتم أخلائها من سكانها بالقتل والتوحش…
تستطيع المقاومة الصمود عسكريا. لكن مشكلتها حصار أهلها…
بعد أربعين يوما…تراهن إسرائيل على تراجع الاهتمام بالحرب على غزة وسيصبح خبر الحرب وصور المجازر حدثا عاديا. وسيغادر الناس مقاعدهم على شاشات التلفزيون…مع استمرارها بالقتل لتحقيق مكسب سياسي يُضاف الى تحرير الاسرى …ادناه تسليم السطلة الفلسطينية إدارة غزة…وتنحية حماس …
هذا هو المخطط الإسرائيلي. يقابله مخطط المقاومة. الذي لم ينهزم حتى الآن…المعركة طويلة…وربما ستمتد لأشهر…لأن إسرائيل وحلفائها يعتبرون إنتصارهم في غزة بداية الانتصار في الهجوم المعاكس…والبديل عن الربيع العربي ..الفاشل…
سَيُهزَمون. وما النصر الا من عند الله.