الاختلاف….وثقافة تقبل الآخر

2022-08-20
207

بقلم /وصال الشمري

برزت في الآونة الأخيرة ثقافة جديدة هجينة على مجتمعاتنا وهي عند الاختلاف مع شخص آخر في الرؤية والطرح والمبدأ فيتحول ذلك النقاش إلى صراع ويتحول ذلك الشخص إلى عدو وإلصاق به سيل من التهم ،كافر ،صهيوني ،ماسوني ،بعثي، و،و،و، وإخراجه من الدين والملة والمذهب بحجة التبعية والدونية ، مجرد أننا اختلفنا في الرأي وأصبحت حالة عامة لكل من يريد يسقط الآخر أو يقلل من شأنه وأهميته بالنيل منه عبر تحويل الحوار إلى صراع مبني عالحقد والكراهية بين أبناء شعب واحد ووطن واحد بعيدا عن قول أمير المؤمنين وأمام المتقين أمامنا علي (ع) (الناس صنفان أما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق )…أن لم تنفع أخاك فلا تضره وان لم تصلحه فلا تفسده ،فنحن نعيش على أرض واحدة ناكل من مصدر واحد ،نشرب من منبع واحد ويجمعنا مصير واحد ،فتبادل التهم والشتائم والدعوة إلى التفرقة ونبذ الآخر لاتبني وطن ،فاساس بناء الاوطان بناء الإنسان الصالح ومن اهم مقومات نجاح المنظومة الاجتماعية واحد اركان بناء الدولة الجديدة، متناسين ماجاء به ديننا الإسلامي الحنيف من مبادئ ووصايا وخاصة في هذه الأيام المباركة ونحن نستذكر وقائع أهل البيت (عليهم السلام) وماضحوا به من أجل الإنسانية جمعاء ومن أجل إعلاء كلمة الحق ونبذ التفرقة والتعصب والعنصرية والجهل والفساد .
أن اختلف معك في الرأي يعني أن نتبادل وجهات النظر أما أن اقنعك أو تقنعني وليس بالضرورة أن تصبح عدوي نتخاصم ونتصالح تلك التركيبة البشريةاو سايكولوجية الطبيعة البشرية( Human nature) المتكونة من نزعتي الخير والشر إحداهما يتغلب على الاخر حسب تغذيته من خزين الايمان الموجود بداخلنا ،فلنربي أبنائنا وبناتنا على التعايش السلمي بأنه لايوجد فرق بين (عربي ،كردي،شيعي ،سني،تركماني ،مسيحي ،صابئي ،يزيدي) كلنا أبناء وطن واحد وشعب واحد وكما جاء في قوله تعالى (لافرق بين عربي ولا أعجمي الا بالتقوى) وعدم السير باتجاه إنجاح خطة الاستعمار في تحويل الإقتتال بين المكونات والطوائف إلى المكون الواحد والطائفة الواحدة وان يكون حكمنا على الأشخاص ليس من خلال انتماءاتهم وميولهم واتجاهاتهم وانما لاخلاقهم وسلوكياتهم وتعاملاتهم ،ولنتعلم الدروس والعبر من الشخصيات الانسانيةعبر التاريخ من الانبياء والائمة وألاولياء الصالحين ومحاولة جعلهم قدوة وضياء نستلهم منهم النور والامل والبصيرة التي غابت عن أعين وافئدة الكثير من الناس بسبب اكلهم للمال الحرام ونتعلم من النفوس الكبيرة ثقافة التسامح وتقبل الآخر والشفافية وزرع روح المحبة والألفة والابتعاد عن الشحناء والضغينة والعداء فلا ننسى مامر به العراق في السنوات السابقةمن اوپئة وأمراض وحروب واقتتال طائفي فهل نحن قادرون على إصلاح وإنقاذ أنفسنا قبل فوات الاوان ام نحتاج إلى مصلح أو منقذ ؟
فلنعمل بمبدأ القائد في خلق قادة جدد من خلال تاثيرنا في الآخرين وجعلهم أفراد نافعين صالحين قادرين على تحمل المسؤولية من خلال تحويل تصرفاتهم السلبية إلى طاقة إيجابية ومراجعة أنفسهم وتصحيح سلوكياتهم الخاطئة خدمة لمجتمعاتنا وذلك بتقديم النصح بطريقة النقد البناء الفعال واشاعة روح التآخي والتراحم وتجاوز الإساءة وان تدعو لاخاك بظهر الغيب التي لا يقدر عليها إلا النفوس العظيمة بأن يسامحه ويهديه ويغفر له فتلك طاقة إيجابية يراد بها أن تعود عليك بطاقة اكبر منها قادرة على التصدي لكل الأفكار المنحرفة والشاذة على مجتمعاتنا الغاية منها تأخير تقدمك وسعيك ونجاحك .

 

التصنيفات : ثقافة وفنون | مقالات
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان