ابن القرية

بقلم أ / على محمد جمال
فى هذه الايام نجد كثير من الشباب فى حالة من الاحباط واليأس متعللين بالظروف الاقتصادية تارة ووبعدم وجود قدوة تارة اخرى بل نجد البعض يعق والديه لانهم لم يتركوا لهم اموال او املاك او مشروع اوحتى معارف تمكنهم من التعيين فى وظيفة مرموقة
من هنا جاءتنى فكرة ان اكتب عن شخصية مصرية مؤثرة وقامة كبيرة استطاعت ان تشق طريقها فى الحياة ، وتنحت الصخر ، رغم قسوة الظروف وصعوبة الحياة حتى وصل الى العالمية وليكون قدوة للشباب ونموذج لمن يحملون المجتمع مسئولة ما وصلوا اليه من الاخفاقات او من يدعون ان الفقر حال بينهم وبين طموحاتهم او تحقيق احلامهم انه الدكتور شعبان كامل مرسى
ولد الدكتور شعبان كامل محمد مرسى فى 26/2/1962 بقرية نزلة ثابت مركز مطاى محافظة المنيا من اسرة عانت كغيرها قسوة الحياة، تعلم كغيرة من ابناء القرية فى مدرسته الابتدائية المتواضعة آن ذاك بقريته حتى وصل الى كلية العلوم جامعة المنيا وكانت الدراسة فيها شديدة الصعوبة لانها كانت باللغة الانجليزية لكنه كان على مستوى التحدى فلقد استطاع بالمثابرة ان يفك رموزها وينهل من العلم سعيا لحلمه، فكان حلم الدكتور شعبان التفوق ولا شئ غير التفوق لانه لم يكن فى هذا الوقت من يوجه هذا الشباب الطموح بالقرية الا بعض كبار السن من المتدينين بالفطرة
الحقيقة لم يسعدنى الحظ بأن التقى مع الدكتور شعبان كامل ولكن سيرته الطيبة كانت فى كل بيت فى القرية ، وخصوصا انه كان من الشباب المكافح الخلوق البار بوالديه ورغم تعرض اسرته لفقدان الارض التى تمتلكها طمعاً وظلماً لم يكن امام هذا الشاب الطموح الا ان يعمل يبدة ليساعد نفسه واسرته، عمل في البناء اثناء اجازته الصيفية بالجامعة واتقن حرفة البناء و قام ببناء بيت ابيه بيده و اصراره على التحدي ليكمل تعليمه جهلته يواصل الليل بالنهار حتى يصل الى حلمه الذى طالما كان يحلم به ، فكان يعمل بالنهار ويذاكر بالليل حتى كان الاول على دفعته فى كلية العلوم وتم تعيينه معيد فى كلية العلوم وكان هذا المنصب كبير جدا فى هذا الوقت فى قريتنا فكان مثار اعجاب الجميع ثم تزوج من زميلته المعيدة فى نفس الجامعة ، لم يكتفى الدكتور شعبان كامل على هذا الانجاز ولم يركن الى ما وصل اليه بل سافر الى المانيا ليواصل مسيرته العلمية وليحقق حلمه بالتفوق فقام باستكمال دراسة الدكتوراة فى جامعة ديسبورج بالمانيا وواصل ابحاثه ودراساته بالجامعة الالمانية ورغم ذلك لم ينسي الدكتور شعبان كامل ابدا حلمه قتنقل بين العواصم الاوربية لينهل العلم من مصادره الاصلية وليكون مناره تضئ الطريق للاجيال القادمة حتى استقر به المقام فى جامعة مانشيستر بانجلترا وهو مازال يواصل مسيرته نحو تحقيق حلمه فى التفوق ، فلقد استطاع الدكتور شعبان كامل ان يقوم بنشر 716 بحثاً وبياناً علمياً في مجال الكيمياء في دوريات ومجلات عالمية خلافا عن قيامه بالقاء العديد من المحاضرات في المؤتمرات والندوات الدولية كما ان هناك اكثر من 12 بحث اخر منهم ما هو في طور الاعداد ومنهم ما هو تحت التحكيم ومنهم ما هو في دار النشر.
وهذا رقم كبير جدا حتى أهله ذلك ان تختاره منظمة من هو في العالم Who is who in the world والتى تم تاسيسها منذ اكثر من 130 عاما بامريكا، باختيار الدكتور شعبان كامل كاحد الشخصيات صاحبة سيرة ذاتية ومسيرة علمية ملهمة نتيجة ما قدمه من انجازات علمية كبيرة في تخصصه الدقيق في الكيمياء العضوية والبيو – عضوية ومساهماته الفكرية والتى كان لها بالغ الاثر على المجتمع الدولي.
وقد قامت المنظمة بتخصيص مساحة لنشر سيرتيه الذاتية بالمجلد الخاص بها لعام 2022
كما قامت المنطمة بتخصيص موقع الكتروني باسمه على الشبكة العنكبوتية تتناول فيه احدث مستجداته في البحث العلمي واتاحة الفرصة لاكبر قدر من شباب الباحثين المتحمسين و المهتمين بالتخصص للتواصل معه لنقل الخبرات و إنشاء مدارس علميه في مختلف الجامعات و إتاحة الفرصة لفتح افق جديدة للتعاون مع العلماء البارزين حول العالم للعمل لمزيد من الاكتشافات العلمية الرائدة خاصة في مجال البيو-عضوية
وقامت جامعة مانشيستر متروبوليتان بانجلترا بتكريمه بهذه المناسبة واشاد دكتور شعبان بدور الجامعه واعتبر ان هذا الانجاز ليس لشخصه وانما للجامعة ولجميع الباحثين النشيطين الذين تعاونوا معه وللسادة الاجلاء من العلماء المتحمسين في مختلف الجامعات حول العالم وانه لولاهم ما تحقق هذا العمل.
واهم ما يميز الدكتور شعبان كامل ان لم تغيره الحياة الاوربية ولم تغره الدنيا فمازال يحتفظ بقيم القرية الاصيله من الشهامة والمرؤة والاعتزاز بالنفس والتدين فهو ما يزال ابن القرية الذى تربى على اخلاقها ونشأ على قيمها وعاش على ترابها المحب لاهله الحريص عليهم حتى عندما طلب منه احد ابناء القرية الراحل الدكتور محمد رجب بصفته نائب رئيس جامعة اسيوط التعاون العلمي بين جامعتي مانشيستر متروبوليتان وجامعة اسيوط وافق على الفور وتم التعاون بين الجامعتين واستمر الى ما يقرب من خمسة سنوات وقد كان من اكبر ثمار هذا التعاون هو إقامة مجموعة من المشاريع البحثية من بينها مشروع الاستفادة من مخلفات قصب السكر وبعض المخلفات الزراعية مثل قش الأرز وأعواد الذرة الجافة والأحطاب وأنواع التبن المختلفة و سعف وجريد النخيل الى جانب مخلفات البلاستيك والبولي أيثيلين وذلك بالمشاركة بين قسم الكيمياء بمانشيستر وقسم الهندسة الميكانيكية بأسيوط وقد شارك معهد السكر في جرجا وكذلك وكالة الطاقة الذرية بالقاهرة لقياس الأثر الإشعاعي و كان الدكتور شعبان كامل مشرفاً على هذا المشروع ممثلاً عن الجانب الأجنبي والدكتور محمد رجب رحمه الله ممثلا للجانب المصري وفتح هذا المشروع افاقاً جديدة في مجال تدوير المخلفات حيث حذا حذوه مجموعة اخري بسوهاج فيما بعد وأقاموا على شاكلته اول مصنع في الشرق الأوسط بسوهاج بالتعاون مع الصين لإنتاج الأخشاب المضغوطة من خلال تدوير المخلفات الزراعية والبلاستيكية معاً والذي ساهم بشكل مباشر في حماية مصر والمنطقة من المشاكل البيئية والتخفيف من أضرار السحابة السوداء وقد تم افتتاحه والعمل به حديثاً
وفى النهاية تبقى كلمة اتمنى من الله سبحانه ان ينتبه اعلامنا المصرى والسوشيال ميديا بهذه النماذج المشرفة التى رفعت اسم مصر عاليا فى المحافل الدولية والتى يمكن ان تقدم لمصرنا العزيزة خدمات جليله فى خلق افآق جديدة ورؤية لمستقبل افضل فمن اشد انواع الظلم للنفس والمجتمع ان يغفل اعلامنا بشقيه الرسمى والخاص ومواقع التواصل عن العلماء والنابهين من امثال الدكتور شعبان كامل مرسى متعه الله بالصحه والعافيه وزاده علما وخلقا ولمصرا الحب كله